الفريق سعد الشاذلي: العقل المدبر وراء انتصار أكتوبر
يُعد الفريق سعد الشاذلي واحداً من أبرز القادة العسكريين في التاريخ المصري الحديث، حيث ارتبط اسمه بنجاح القوات المصرية في اختراق خط بارليف خلال حرب أكتوبر 1973،شغل الشاذلي منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية خلال تلك الحرب، وكان أيضاً قائد الكتيبة 75 مظلات أثناء العدوان الثلاثي عام 1956، ومؤسس أول فرقة مظلات في مصر.
في مذكراته، عبّر الشاذلي عن شعوره بالاعتزاز بما قدمه لوطنه، قائلاً: "لا أخشى الموت الآن. لقد أعطيت بلادي كل ما أستطيع، ورأيت ثمرة جهودي عندما عبر جنود مصر قناة السويس وحطموا خط بارليف وهم يهتفون: الله أكبر".
وُلد الشاذلي في 1 أبريل 1922 في قرية بسيون بمحافظة الغربية، وأحب العسكرية منذ صغره مستلهماً قصص جده الضابط الذي شارك في الثورة العرابية ومعركة التل الكبير. تلقى تعليمه الابتدائي في بسيون، ثم انتقل مع أسرته إلى القاهرة حيث أكمل دراسته.
التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939 وتخرج منها برتبة ملازم في يوليو 1940، خدم في سلاح المشاة بالصحراء الغربية خلال الحرب العالمية الثانية، ثم انضم إلى الحرس الملكي لمدة ست سنوات. شارك في حرب فلسطين عام 1948 وانضم إلى حركة الضباط الأحرار عام 1951.
أسس الشاذلي أول قوات مظلية في مصر عام 1954، وقاد أول كتيبة مصرية ضمن قوات الأمم المتحدة في الكونغو بين عامي 1960 و1961، كما شارك في حرب اليمن كقائد للواء مشاة، وبعد نكسة 1967، أسس مجموعة القوات الخاصة "مجموعة الشاذلي" وتولى قيادة قوات الصاعقة المصرية.
في عام 1978، انتقد الشاذلي معاهدة كامب ديفيد واستقال من منصبه كسفير، ثم لجأ سياسيًا إلى الجزائر،توفي الفريق سعد الشاذلي في 10 فبراير 2011 عن عمر 89 عاماً بعد صراع مع المرض.